تجذب المعالم الاسلامية العتيقة بمدينة القيروان والأجواء الروحانية المميزة بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، مئات آلاف الزوار من مختلف جهات البلاد التونسية ومن العالم العربي والإسلامي لزيارة المدينة قصد المشاركة في الاحتفالات والتعرض لنفحاتها التي تعبق من ارجاء عاصمة الاغالبة.
تعد مدينة القيروان وسط تونس، مركز الاحتفال بالمولد. موقعها الجغرافي في قلب تونس ومكانتها التاريخية والحضارية ومحافظتها على جملة من الخصوصيات الاسلامية والعادات الاجتماعية، يجعل منها مزارا ووجهة سياحية بهته المناسبة الاحتفالية. وتتحول المدينة الى نقطة التقاء عالمية مفعمة باجواء الفرح.
سحر الاناشيد الصوفية التي تصدح من المئذنة التاريخية لمقام أبي زمعة البلوى منذ مطلع شهر ربيع الأول من أبرز مؤشرات استعداد المدينة لاستقبال الزوار للمشاركة في الاحتفالات السنوية بالمولد. ومنها برامج رسمية وغير رسمية.
طواف حول مقام حلاّق الرسول
على مر 14 قرنا منارة اسلامية وقبلة الزوار يتشوفون للإطلاع الى الميزة المعمارية لهذا المعلم الذي صمد طيلة هته القرون وتتضوع من حجارته وخشبه ونقوشه وسواريه عبق التاريخ وامجاد الفتوحات الاسلامية التي انطلقت من القيروان باتجاه المغرب
واوروبا وانتشار العلوم من هذا المعلم ومنبره العتيق الذي يعد اقدم منبر في شمال افريقيا.

لا تكتمل زيارة القيروان والاحتفال بالمولد، الا بزيارة جامع عقبة كانهم في حج الى رابع قبلة. يتدفق الزوار متدافعين الى ردهات جامع عقبة كأنهم في طواف يتعرضون لنفحات المكان الذي طالما سمعوا عنه ومنوا النفس بزيارته لتكتمل الصور التي رسمت له في اذهانهم. ولا يشك الزائر لحظة، في حضرة المعلم وما يحيط به من اسواق عتيقة ومبان تراثية، أنه قد سافر عبر الزمن الى عمق التاريخ او ان التاريخ يتمثل بين يديه بجميع تفاصيله.